القبقب أو السرطان البحري ( السلطعون )
القبقب هذا الاسم الذي أطلق على هذا الحيوان في الخليج العربي ، وجمعه قباقب ، ويسمى أيضاً بالسرطان البحري أو السلطعون .. وهو من فصيلة القشريات .. ويوجد منه أنواع كثيرة وبعضها لا تؤكل ومنها نوع معروف في الخليج وهو صغير لونه أسود يعيش بين الصخور البحرية يسمى ( شريب ) وجمعه شرايب ..
تسمى في الشام «السلطعون» وفي العراق «أبو الجنّب»، وفي مصر «أبو جلمبو وأبو حنجل والكابوريا»، وكنيتها «أبو بحر» حيث
ويعتبر القبقب حيوان برمائي وهو يفضل حياة البحر ويعيش في المياه المالحة وهو يسكن عادةً في المناطق الطينية القريبة من الشواطئ وخاصة سواحل الجزر وبعض الأنهار وكذلك القاع الرملي والصخري بالقرب من سطح البحر إلى عمق ثلاثين مترا ً، كما يوجد أنواع تعيش مدفونة في تربة القاع تحت طبقة رملية بعمق 10ملم على الأقل ، وكثير من القباقب تحفر أو تسكن في الجحور ، وهو منتشر في كافة أنحاء العالم وخصوصاً في البحار ..
أنواع دقيقة وأخرى عملاقة
ومن صفات هذا الحيوان أن له جسم دائري مسطح وهو مغطى بدروع قشرية قوية ، وله ستة أجواز من الأرجل يستخدمها في السير والسباحة .. ومنها زوج عبارة عن كلابات ضخمة ( تسمى بالخليج عضاعض ) يستخدمها في الأكل والصيد والدفاع عن نفسه ، ويمكنه من خلال هذه الكلابات أن يحطم الأصداف بسهولة للحصول على ما بداخلها من الرخويات ..
أنواع لاحمة وأخرى عاشبة
ويعتبر القبقب من الحيوانات آكلة اللحوم وهي أيضاً حيوانات قمامة ويتغذى هذا الحيوان على بقايا المواد العضوية ويأكل النباتات والكائنات الحية الدقيقة والتي لا تكون لها أعمدة فقرية وكذلك الحيوانات القشرية مثل القباقب الصغيرة وجراد البحر والروبيان والأسماك الصغيرة ويرقات السمك والديدان التي تبحث عنها تحت سطح البحر وعلى الشاطئ ، كما أنه يأكل المحار وبلح البحر والحلزونيات ..
وهناك بعض الأنواع من القباقب تتغذى على جوز الهند فهي تتسلق إلى أعلى الأشجار وتقوم بإسقاط ثمار جوز الهند وتبدأ في أكل لبها عن طريق ثقبها من إحدى الأعين في الثمرة بمخلبها القوي وبعضها يتغذى على ورق المنغروف وهو شجر استوائي تنبثق من أغصانه جذور جديدة . كما يعتبر السلطعون القبقب نفسه في مراحل نموه الأولى غذاء للأسماك وقنديل البحر والروبيان .
بعد بلوغ إناث القبقب تقوم الأنثى بإخراج مادة مع بولها ( أعزكم الله ) حتى تجذب الذكور ، وبعد عراك يفوز الذكر المنتصر ويحصل على فرصة للقاح ، فبعد التزاوج تهاجر الأنثى إلى مكان أكثر ملوحة ..
وعلى خلاف أكثر الكائنات الحية البحرية ، يمكن للقبقب أن يقوم بالبيض في أي وقت من السنة ، وذلك بسبب أن أثناء التزاوج يقوم الذكر بإفراغ اللقاح في أوعية شبيهة بالحويصلة لدى أنثى القبقب .. والتي تستطيع أن تخزنها الأنثى إلى فترة تزيد عن السنة .. وتحتفظ الأنثى باللقاح لتستعملها في وقت لاحق .. كما أنها تستخدم اللقاح لمرة أو مرتين على حسب حاجتها ..
وتضع الأنثى البيض في المرة الأولى من 2-9 شهور بعد التزاوج ، وعادة ما يكون بين شهر مايو إلى شهر أغسطس .. وعندما تكون الأنثى مستعدة للتبييض .. تمر البيضة في طريقها من المبايض إلى الكتلة المتماسكة الكبيرة ( كيس لحفظ البيض ) من خلال أوعية إلى اللقاح المحفوظ فتخصب البويضة والتي يكون قطرها 0.25 مليمتر تقريباً .. فتقذف الأنثى البيض المخصّب على شكل كتلة متماسكة ، حتى يتشكل في غضون ساعتان فقط ، وتحتفظ الأنثى بهذا الكيس تحت بطنها والذي تربطه ببطنها بشعيرات رفيعة حتى يفقس البيض ..
ويحتوي هذا الكيس في المتوسط على حوالي 2 مليون بيضة وقد تحتوي في بعض الأحيان بين 750 ألف إلى 8 مليون بيضة وهذا يعتمد على حجم القبقب .. ويستغرق البيض حوالي الأسبوعين حتى يتطور بالكامل ويفقس ، والتي يلاحظ اختلاف لون الكيس من الأصفر إلى البرتقالي حتى يصبح أسود
وإن معدل البقاء على قيد الحياة لهذه اليرقات هو 1 فقط لكل مليون بيضة والتي يصل إلى درجة النضوج الكاملة كسرطان يستطيع التزاوج .. أي بنسبة (0.0001 %) فقط .
وتنطلق اليرقات في مرحلتها الأولى عادة من كيسها في قمة المد العالي ، وهي بطول 0.25 مليمتر عند التفقيس ، وتنمو خلال هذه المرحلة والتي تستمر من 31 إلى 49 يوم وذلك اعتمادا على درجة الحرارة والملوحة ويكون طول اليرقات في نهاية هذه المرحلة تقريباً 1 مليمتر ..
وتتطور هذه اليرقات في المرحلة الثانية والتي تتطلب حوالي 20 يوم أخرى لتتحول إلى شكل سرطان بحري .. ويكون في هذه المرحلة بطول 2.5 مليمتر ، فتقوم هذه القباقب بالهجرة التدريجية إلى المياه الأقل ملوحة والأكثر ضحالة حيث تجد البيئة المناسبة لتنمو وتنضج .. وفي نهاية هذه المرحلة تكمل هذه القباقب نموها وتصل إلى سن الرشد ..
وهذا الحيوان يقوم بدفن نفسه في الطين في الشتاء ويظهر عندما ترتفع درجات حرارة في الربيع والصيف .. والعمر الأقصى لهذا الكائن يصل إلى ثلاث سنوات تقريباً ، والتي يعيش منها بمعدل أقل من سنة واحد بعد أن يصل سنّ رشد.. كما أن الذكور منها تعيش أكثر من الإناث ..
ومن غريب القبقب .. أن لديه القدرة على التضحية بإحدى أطرافه أو أرجله في حالة إحساسه بالخطر .. والتي يمكنه أن يعوضها بنموها من جديد .. وكذلك يتضح لنا سبب اختفاءه في الشتاء أنه عندما تنخفض درجات الحرارة الجوية يغادر القبقب المياه الضحلة و الساحلية ويتوجه للمناطق الأعمق حيث يقوم بدفن نفسه ويبقى في حالة سبات طوال الشتاء ..